اندماج المهاجرون المغاربة داخل أسواق الشغل المغربية



  •          اندماج المهاجرون المغاربة داخل أسواق الشغل المغربية
  •                                       'الجزء 1'



في ظل تزايد عدد المهاجرين الأفارق بالمغرب، أصبحت لجهود الاندماج أهمية خاصة, بحيث صار المغرب يسعى لتسوية أوضاعهم القانونية, ليضمن لهم العمل والاستقرار داخل أراضيه.

وهذا بالضبط ما حدثنا عنه ايمانويل, مهاجر من الكاب فيير, يملك من العمر27 سنة.
"أتيت الى المغرب لما كنت في سن العشرين, توجهت مباشرة نحو مدينة مراكش, حقا أنني لم أجد عملا في السنة الأولى بعدها اشتغلت بمركز نداء لبوكينغ  لكوني أتحدث البرتغالية بطلاقة, لم أكن مرتاحا هناك, لكن بعد تسوية أوضاعي القانونية بالمغرب, استطعت اكمال دراستي بجامعة العلوم بالدار البيضاء, وكنت أشتغل بوكالة أسفار, فقد أعجبني العمل كثيرا لأن جميع حقوقي تحترم, وجميع شروط العمل متوفرة, فأنا الان حاصل على إجازة في الهندسة المدنية.
بعد سياسة الهجرة الجديدة التي نهجها المغرب سنة2014, استطاع تسوية وضعية نحو23 ألف مهاجر غير نظامي ينحدرون من 112 دولة, وقد تم منحهم حق الإقامة, وهذا ما جعلهم يتخلون عن فكرة أن المغرب مجرد قنطرة عبور للضفة الأوروبية .
 ماريتا واحدة من هؤلاء الذين دخلوا المغرب سنة 2014 حيث استطاعت العمل بشكل قانوني في شركة للماكياج, حتى أنها تمكنت من تطوير قدراتها وقامت بخلق مشروع خاص بها.
"بالأول جئت للمغرب واعتبرته كممر لعبور أوربا, لكن بعدما أمضيت فيه ثلاثة أشهر فقط, بدأت ألامس فيه أشياء لم أجدها في مسقط رأسي, فقلت لم لا المغرب, حتى أنني عاشرت أصدقاء مغاربة طيبون وأحظى بمعاملتهم الحسنة لي, فأنا هنا بمدينة الرباط الجميلة أدير عملي بكل أرياحية
النساء الأفريقيات يتفوقن نوعا ما عن الرجال الأفارق في سرعة الاندماج بسوق الشغل المغربي, والسبب عائد الى حبهن وخبرتهن في ميدان التجميل, فقد أصبحن كذلك محترفات في تسريحة الراستا الافريقية, وفي وضع الماكياج ومستحضرات التجميل.

'أجي أختي تركب شفران, ضفران, دير راستا' هذه هي الجملة التي تكررت أمامي أكثر من مرة أمام باب مراكش بالدار البيضاء, والمتواجد قرب ساحة مارشال, فهذا المكان أصبح كصالونات ماكياج مفتوحة على الشارع, وهذا يذكرنا بفترة الثمانينيات بالمغرب "حلاق الطبيعة" بحلة نسائية عصرية.
مريم هي زبونة لدى واحدة من اللواتي تشتغلن بباب مراكش, حتى أنها لم تعد تذهب لأي صالون تجميل مغربي ' أنا جربت تقريبا كاع المستحضرات ديالهوم لاقت بيا بزاف وكيصرعو تصاويب الأظافر والشعر, او وقتما حتاجيتها كتجي عندي حتال الدار'.

سبق وتحدثنا مع عدد من المهاجرات اللوائي يشتغلن بهذا المكان, فعلا يجمعن قوت يومهن, لكن كلهن تشتكين من نقطة واحدة وهي نظرة المغاربة لهن, والأجوبة التي يتلقينها, فاذا لخصناها في كلمة ستكون 'العنصرية', أي المعاملة العنصرية من طرفنا نحن المغاربة, لكن لم ينسوا أبدا التحدث عن الجانب الاخر وهو الجانب الإنساني و الأخلاقي الذي يعاملهن به البعض الاخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة